قصيدة
الزيارة

قالت و قد كانت تحيك ثيابها
بخياطة وكرة الخيط فى المقلم ِ
و دار لها فى الميدان وزحمة
على الباب ممن لا يلقون التسلم ِ
لها الاولاد يلهون فى كل ردهة
دعج العين مآقى الجفن و لثم بالفم ِ
قالت هذا الشاى للزائرين فى صنية
فيه المسكر وغيره بطعم العلقم ِ
كنا قصدنا مسكنها ببحر الاحمر ِ
ركبنا الصحراوى لمنزل غير سرقم ِ
تخط الدرب كطى الكتاب المتسرع ِ
و هو سطر افعى تتلوى بجرسم ِ
دكت بنا البيجو ظعائن كفهد يترع ِ
فى مسافة كلكلى تشعشع بغير فندم ِ
وضباب فى البكور طوى شنشن كأنه
ارام حول مرقد الحنين فيه بالدم ِ
كأنما الرمل لم يزل شامخا ممدد ِ
وازيز نوافذ السراب فى هجير يهمهم ِ
ترى السيارات فى كل جنب تهرعى
لن ننس يوم فيه السرعات توأم ِ
و منظر البحر ليث يعوم حولنا
من شط صخيب الى آخر نَميم ِ
وقد مد البصر الموج و السحاب
التصاق ملتقى مؤكدا فى المحتم ِ
و نار تخرج من البساط تترقرقُ
كأنها شعلات فى البطولات تتكتم ِ
لما وصلنا الحى يضج لوصلها
و قد تركت فى النفوس ذكرى المتيم ِ
تعودنا ان نعود اليها فى كل رحلة
و مثلها ابدا لاتترك لحظة و تسأم ِ
جاءت لها الاقدام بعدما تنأى الوصل
حتى صارت الزيارة كنز يعلوه ردم ِ
اخلع نعالك ان السجادة زاهية
و اتكأ على اريكة و عث فى مغرم ِ
و أنظر رفاقك من نائم متمدد
و واقف على الشرفة و جالس يتكلم ِ
يفرد مشاكله التى ارقت منه الدنا
و أنا انصت لهم وعن مشاكلى عمى
كان الرفاق كل يحكى عن هم مسه
و نعطيه النصيحة من خبير متعلم ِ
جرح صاحبك فى نفسك جراحك
و فض الاشجان تعلو بالمهج سلم ِ
قضاء جوائج الرفاق واجب
ومصالح الاصدقاء لبعضها تنتمى
مهما تخفى من امور ضئيلة
فى وجة المرء عند اللقاء تعلم ِ
جرح الاخوان فى الصدور يتعززُ
و غضب التلاقى عند الاحباء محرم ِ
و آخرين فى الضحكات يعلون بصوتهم
و الصيحات لا تختفى ابدا و تحرم ٍ
شلة الانس فيها القهقهات ترتقى
و كلام فى الشريعة و الشعر الملزم ِ
عين القراح لمعكوس السهاد ترتجى
امام التلفاز المسلسل الشيق لا يتختم ِ
وانطوى النهار القصير تحدب برجل
بتنا و كأنما النجوم للفراش ترتمى
صحونا وصحن الدوار توجس المتهامس
ان الفطار عند ذوات الدلال تعدد المترنم ِ
مشينا زمرالمتكاسل لكنما كل فى طريق
فى خطوات عابس متيأس و وجد متألم ِ
محمود العياط
من ديوان العملاقة فى اثير العسجد