قصيدة
لاتجعل البوق يجلجل كثيرا


ان الاطفال
هم يبيحون الجلبة
و كأنهم لا يلعبوا
كأنما فى حالهم
يثيرون غبار
الضجيج
ويجدون فى اللعب
مع الدمى
متنفسا
يلهون فوق
أفئدة البساط
الراكعات
اللاعبون
البوق
فى صِدام
قل للغلام متجنبا
الاخطار اللومسا
انك لا تعيش
فى طى الوجود
وحدك بالطفولة
وتذهبُ
لاتجعل البوق
يجلجل كثيرا
فى الهيام و يصخبُ
ويتخطى مسامع
الاداب الهمسا
ولأن الواقع
مادى غير مستحب
انى ارى الادراك
فى غدوة الغد
فيه كل الجنوح
نحو هلاك
الجنس البشرى
فلاتفكر كثيرا
فى الوجود
المادى ريثما
انك سوف
ترحل عنه
فى يوم جور
لا تفرحن
لثياب كالنور
وان كانت
فيها من البياض
الاملسا
اما من يبقى
فى تلك الماديات
من البشر أخاله
سيلقى
مخلوقات تفترس
وحروب تقتل الجميع
لا تجمعن شيئا
فى الوجود
ان الوجود
كل ما يجمع
لا بد انه أزليا
يضيع
لابد بعد كل غنى
الطبيعة بالمروج
ستصير قفرا
موحشا
فكل غناء
سيصير يوما مفلسا
فكر كما تشاء
فى نفسك
ودع افكارك
جانبا لك
ولان فكرك
العالم المثالى
الجميل الحتمى
بالنسبة لك
فعش بالطيف
والخيال كما تشاء
لكن الوجود
كائن وحده
يحدث
فيه ما يشاء
اما نحن فلنا
افكارنا
و عالمنا الافتراضى
الذى نرتضيه
له كيانا فارقا
لن يرى احد
عالم الآخر مطلقا
ففوق المرء وكيانه
اسوارا من الزمان
والمكان والعقول
هى عاليات
شامخات
كيفما تكون
اطوارا عاتيات
أطلسا
محمود العياط
من ديوان
صباح البرزخ يانفسى صباح القيامة