قصيدة
بركان يصطلى فوق جبل الجليد


الليث يزأر
فى الثوانى القصار
فلا يخلو القطيع
من الفرار
والجدال
فتنزعر العقارب
وتفر ناحية الشمال
تجد الزمان
يفر معها من الزئير
و تجد جبال الجليد
تضحك من وجد
الرياح
و تثلج كل شئ
حتى الصباح
و حتى اقدام المحيط
لا احد يدرك
انه مقيد كسيح
ان الاسماك تتوالى
فى الرحيل
تاره تمرق بعيونها
الجزر صاحبات
النخيل
لا يهمها اى شئ
سوى الثلوج
وتنظر الى السرب
فى خشوع
و لا احد يدرك
ان العالم نهر
صغير
وان الايام اصغر
من هذا النهر
كل هذا التجسيد
من اجل الحب
و من اجل العاشقين
ومن اجلك انت
يا حبيبتى
فأنت ترين كل شئ
فوق تلك الثلوج
براكين
تتراقص بوشاح
من حنين
منتهى التناقض
ذلك الحب
يسعى فى الركن
الغريب المهين
ويعود طيرا
قريب
و قريبا جدا
من سطوة الحبيب
قلبى مثلما
هذا القطب
أرشدنى الى الشرود
على ناصية
التحنان
و ذروف من دموع
فى بلاد الشمس
فيها لا يتناولها
الغروب
لقد تاهت المغارب
و فى ماء مسجور
ونار لها وقود
و حيرة لا تبذل
الكثير لتسكن
الافئدة
وتعبث فى العقول
الرجاء فقد حذاؤه
عند السور
والاعمدة تعصف
طواحين
لم يكن الخوف
يعترى الرماح
فى ساحات الوغى
والعاشق يبحث
عن فاة
غرقت فى الثلوج
البرد والحر
يجتمعان وكذلك
الخلود
وفى غرة الصهيل
وقع اقدام الخيول
تبحث عن مضمار
للسباق
و تلهث وراء
الحبيب
وتنسى ان بعد
كل هذا الحب
ارتواء و فراق
محمود العياط
من ديوان العاق على تلة الاعراف