قصيدة
ذكاء الغربان

لا تقل لى العقل
فى الغربان شيئا
يسير
و أن منتهى همس
أزيزها نواشرُ
إن بدا فى الصباح
يزول فى الامساء
إن التعقل فيهم
قد يجير
فى منتهى توهج
قنديله فى الاسترجاع
فهل هو كفيل جائرُ
فقط فى وادى
الذل والبؤساء
وهرع الغزلان
عند الزئير
شمعة تضئ
قدر المستطاع
من كان فى لغط و بور
لا يهمه المذياع
و انهم لا يحطون
فوق اى سور
و لا يتجاوزون البقاع
إن كان اتجاة
الشمال مؤشرُ
و انهم يعشقون الدجى
و لا يهرعون للنور
ولو كانوا
فى قلاع
انهم لا يعقلون
غير دفن موتاهم
و انهم بلا قوانين
زوارقهم بغير
دواسرُ
لم نأخذ من الغرباع
غير النعيق
والانين
يامن تستصغرهم
إن ماقدموه للبشر
من علوم شازرُ
غير قليل
هو صداقة و عرفان
مسطرة فوق الجبين
أمر الغربان
مع سائر الكائنات
سائر فى درب
المستحيل
قد تحتار اذا مارأيت
الذئاب الكواشرُ
و هم يفترسون

الاغراب
تراهم يلهون و يلعبون
مع الغربان
كأنهم رفقاء و اصحاب
فى امد طويل
فوق المروج
فى ساعات النهار
و الضحى بالشدو
يطيل
و هم يستمتعون
بلا خوف
و لا زعوج
تراهم فى الاخوار
و يمرحون
بين الدروج
جنب النخيل
قد تعتقد ان الغربان
بصداقة الذئاب
تود الانتحار
فهل الذئاب
تتعاشرُ
محمود العياط
من ديوان ذكاء الغربان