قصيدة
الترعة القديمة


يربت كوخ
الذكريات
على الجسر
الترابى
الذى يحكى
قصص الطيور
المغردة
للترعة التى تتولى
بعيدا
***
تتحدث على الجسر
السيارات المفلطحة
من الخلف
بينما الشكمان
يغنى لليلى مراد
لا بئس من وجود
الماشية
فهى لازالت تدب
فى اواخر الستينات
تضحك مع ظلال
الكافور
الذى يضج
برسائل الاوراق
التى تكتنف
الطريق و تستزيد
***
كانت طائرات
العدا
التى تقودها البنات
تخفق
فى ارتعاب
والناس تتوجس
غضبا
والفتى يضحك
انهن يخفن
من دعاء القريب
كانت لعب
الاطفال المرمية
هنا وهنا
قنابل تمسك
الارتياع
والفتى يصر
على الجلاء
مهما كانت العواقيب
انهن يخدعون
الاطفال
كنا نعرف
انهم سينهزمون
لاريب
لاننا تربطنا السما
وان دهائنا
فى العلا
امرا مريد
***
كانت نساؤنا
ذوات الثقل
تتعمد نشر ملابس
ابنائنا الجنود
و تكشر للطائرات
و تلوح للفتيات
نصرنا قادم
لا محال
رسائل من وحى
البطولة
من قلوب لا تخاف
ما يلبث ان يهتز
المكان
بطائراتنا
ذات الاصوات المدوية
ثلاثة و رباع
من حشد شديد
***
مرت الاعوام
تبحث عن علم
فى منتجع الافاق
ردموا الترعة
بعدما مستها
الشيخوخة
و اقتلعوا الاشجار
الشاهقات
وصارت صحراء
الاوراق
تندر على الجسر
المسفلت
الفريد
***
رجعت بعد سنين
مع اكليل النصر
الذى بشرت به
لم اجد الترعة
ولم اجد الحقل
الممتد خلفها
فى عزة و اباء
ولم اجد الكوخ
ووجدت عمارات
شاهقة
تسخر من الرياح
رجعت موهن
الخطو
و قد مسنى
من الحفيد
بعض التجاعيد
محمود العياط
من ديوان تكفى

المواجع